فشل المنظمات الإسلامية في التصدي للإبادة في غزة: الحاجة إلى تحالف جديد

مع استمرار الصراع في غزة، يظهر بوضوح أن منظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية، بالإضافة إلى التحالفات غير المعلنة بين الدول الإسلامية، لم تتمكن من وقف الإبادة الجماعية هناك. يجب علينا أن نواجه هذه الحقيقة المؤلمة وأن نعترف بأن بعض الدول لم تسهم في حل القضية الفلسطينية بل زادت من تعقيدها.
بعض الدول الإسلامية استهدفت حركة حماس وفضلت إضعاف دورها في الشأن الفلسطيني، بل وصلت إلى حد تمني زوالها. والأسوأ من ذلك، أن هذه الدول تقارب إسرائيل في هذا الصراع، حيث تقدم الدعم لها وتخفف عنها آثار الهجمات، وترفض مقترحات الحصار والعزلة. هذه الدول لم تُظهر ردود الفعل التي أظهرتها الدول الغربية، بل منعت حتى المظاهرات المؤيدة لفلسطين.
الحاجة إلى تحالف جديد
في ظل هذه الظروف، لا يمكننا الحديث عن وحدة إسلامية أو تحالفات ذات جدوى لحل مشكلة غزة. شخصياً، فقدت الأمل في منظمة التعاون الإسلامي منذ فترة طويلة. نحتاج إلى تأسيس تحالفات جديدة لمواجهة إعادة تشكيل الشرق الأوسط، أو بالأحرى احتلاله، من قبل الولايات المتحدة، وإسرائيل، والمملكة المتحدة، وألمانيا والدول التابعة لها. هناك حاجة ملحة لتحرك سياسي جديد لمواجهة هذه القوى.
دروس من التحركات الدولية
الصين، على سبيل المثال، نجحت في جمع 15 مجموعة فلسطينية للتصالح، وهو ما لم تستطع أي دولة إسلامية القيام به. إسبانيا اتخذت موقفًا لم تتخذه أي دولة أوروبية أخرى، حيث أدانت إسرائيل بأعلى صوت وقدمت دعماً واضحاً لفلسطين. أيرلندا أظهرت ضميراً وموقفاً أخلاقياً في دعم فلسطين، بينما النرويج اعترفت بدولة فلسطين رغم التهديدات. روسيا، التي سئمت من السياسات الأميركية، تبحث الآن عن انطلاقة جديدة في الشرق الأوسط.
إمكانية التحالف الإقليمي الزمني
يمكن للتحالفات الجديدة أن تواجه تحديات متعددة، حيث تحمل كل دولة مخاوف وهواجس خاصة بها. لكن، تحالف قائم على أساس زمني وإقليمي قد يكون مفيدًا في تخفيف هذه المخاطر. يمكن أن تجمع دول مثل تركيا، وإيران، وباكستان، وماليزيا، وإندونيسيا، ذات القدرات الكبيرة في السكان والقوة العسكرية والاقتصاد، مع دول مثل قطر واليمن والصومال والسودان التي تمتلك مواقع جيوسياسية قيمة. تحالف من هذا النوع قد يكون قويًا وفعالاً في مواجهة التحديات.
الحاجة إلى العمل الفوري
حتى بعد المجازر الأخيرة مثل قصف مدرسة دلال المغربي في حي الشجاعية، لم يتجاوز رد فعل الدول الإسلامية حدود الإدانة. مع تجاوز عدد القتلى 40 ألفاً، واعتداء الاحتلال على خان يونس، لم يتبقَ لسكان غزة مكان آمن. صمت الدول الإسلامية أمام الاحتلال والتهجير والمجازر يعزز جرأة إسرائيل وأميركا.
يجب أن نتساءل: ماذا بعد؟ من سيوقف إسرائيل إذا ما قررت توسيع احتلالها إلى لبنان أو سوريا أو مصر أو الأردن؟ من سيقاومها؟ يتطلب الوضع الحالي التفكير في هيكلية تحالف جديدة وتشكيل كيان قوي قادر على مواجهة التهديدات الماثلة.